حذّر كبير مسؤولي منظمة «أوبك» من التخلي عن الوقود الأحفوري، في أول رد على تصريحات وكالة الطاقة الدولية الأخيرة.
وقال الأمين العام لأوبك، هيثم الغيص، إن التخلي عن الوقود الأحفوري «سيؤدي إلى فوضى في مجال الطاقة على نطاق غير مسبوق، مع عواقب وخيمة على الاقتصادات ومليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم».
وأشار إلى أن التقديرات المبنية على البيانات تتعارض مع الرأي بأن الطلب سيصل ذروته قبل 2030، مضيفاً: «الآراء السابقة بوصول المعروض أو الطلب على الوقود الأحفوري ذروته أثبتت أنها خاطئة».
ولفت إلى أن خطورة هذه التصريحات اليوم أنها غالبا تتزامن مع دعوات بتقليص الاستثمار في القطاع.
في غضون ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب على النفط قد يستقر خلال العقد الحالي مع تحول المستهلكين بشكل أكبر إلى مصادر الطاقة المتجددة لتجنب تغيّر المناخ الكارثي، وأضاف فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: «ربما نشهد بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري».
ارتفاع الأسعار
إلى ذلك، توقع محللون، في بنك أوف أميركا، أن يتخطى سعر برميل خام برنت حاجز 100 دولار بنهاية العام الحالي، بسبب إبقاء «أوبك+» على تخفيضات الإمدادات الحالية لنهاية 2023.
وذكر محللو الأسواق العالمية أن آسيا تقود نمو الطلب العالمي على الطاقة، كما تواصل الصين تعزيز احتياطياتها من النفط لمواكبة اعتمادها على الواردات، وهو ما سيعزز ارتفاع أسعار النفط الخام.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بـ420 ألف برميل، وهو ما جاء خلافاً لتوقعات المحللين، التي أشارت إلى تراجع مخزونات الخام بمليوني برميل الأسبوع الماضي.
كما زادت مخزونات البنزين بـ5.6 ملايين برميل مقارنة مع توقعات المحللين بزيادتها بـ200 ألف برميل في الفترة نفسها.
مكاسب قوية
ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، لتسجل أعلى مستوياتها في عام 2023، ونجح خام برنت القياسي تسليم شهر نوفمبر في تجاوز مستوى 90 دولارا للبرميل عند تسوية تعاملات الجمعة، ليسجل أعلى مستوى منذ منتصف نوفمبر 2022، وارتفع خام غرب تكساس الأميركي تسليم شهر أكتوبر ارتفع أيضا أعلى 87 دولارا للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
وحقق عقد تسليم الشهر التالي لخامي برنت ونايمكس مكاسب تتجاوز %2 في الأسبوع الماضي.
منذ القاع المسجل في شهر يونيو الماضي، سجلت أسعار النفط ارتفاعا يتجاوز %25، بفضل ارتفاع الطلب العالمي لمستويات قياسية وجهود خفض المعروض.
ويتداول خام برنت أعلى بنحو %5.5 من مستوياته في بداية هذا العام، بعد أن كان متراجعاً في يونيو بنحو %15 مقارنة بالمسجل في نهاية 2022.
ماذا عن المخاطر؟
بالرغم من النبرة المتفائلة التي تسود سوق النفط حالياً، فإن هناك مخاطر محتملة قد تدفع الأسعار لسيناريوهات مغايرة.
ويعتبر الوضع الاقتصادي في الصين من أبرز المخاطر التي تهدد سوق النفط العالمي، حيث إن استمرار تعثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يعني ضعف الطلب على النفط، مما يضع ضغوطاً هبوطية على الأسعار.
وتحاول السلطات الصينية تقديم الدعم اللازم للاقتصاد، الذي يعاني تراجع الطلب الاستهلاكي والمخاوف المتعلقة بديون شركات العقارات، بالإضافة إلى انخفاض الصادرات جراء هبوط الطلب العالمي على السلع.
كما يرى الخبير الاقتصادي في «ريستاد إنيرجي»، خورخي ليون، أن منتجي النفط الكبار لا يرغبون في رؤية ارتفاع أسعار الخام لمستويات تضر بالاقتصاد العالمي.
ويهدد الصعود السريع والحاد لأسعار النفط بآثار سلبية على الاقتصاد العالمي، وهو ما قد ينعكس بدوره على تراجع الطلب على الخام وتحول الأسعار للهبوط في النهاية.
فيما يتعلق بالإنتاج، لا يزال مستوى الإمدادات أعلى من المتوقع لدى بعض منتجي الخام حول العالم.
كشف مسح صادر عن «بلاتس»، التابعة لـ«إس آند بي غلوبال»، أن إنتاج تحالف «أوبك بلس» من النفط ارتفع 120 ألف برميل يومياً في أغسطس ليصل إلى 40.52 مليون برميل يومياً.
وارتفاع إنتاج دول التحالف جاء مع زيادة الإمدادات من جانب دول إيران والعراق ونيجيريا بوتيرة تتجاوز الخفض، الذي قامت به السعودية وروسيا.
كما استقر إنتاج النفط في الولايات المتحدة عند 12.8 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر، ليظل عند أعلى مستوى منذ 2019.