ركزت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “أديبك 2023” المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي على عنوان عريض يتمثل في أهمية الاستثمار في قطاع النفط، خصوصاً في ظل انخفاض مستويات الطاقة الفائضة، وفقاً لتصريحات كلّ من وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي وأمين عام منظمة “أوبك” هيثم الغيص.
المزروعي أشار خلال الجلسة الافتتاحية لأكبر مؤتمر للطاقة في الشرق الأوسط، إلى ضرورة “عدم تجاهل مسؤوليتنا كمنتجين للنفط تجاه المستهلكين، ومن يعتمدون على منتجاتنا، وضمان وجود مصادر موثوقة للطاقة خلال الانتقال” إلى الطاقة النظيفة، مشيراً إلى “أننا نحقق الانتقال، ولكننا نحتاج النفط للوصول إلى هذه الغاية، وإلا فإن المستهلكين سيكونون الخاسرين في هذه اللعبة”.
من جهته، شدد الغيص على أن “منظمة الدول المصدرة للنفط” (أوبك) حذرت مراراً من قلة الاستثمارات في القطاع، مشيراً إلى أن المنظمة ترى ضرورة وجود استثمارات في قطاع النفط وحده “بحدود 14 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2045، وهو ما يعادل 600 مليار دولار سنوياً”، منبهاً إلى أن “هذا ما هو مطلوب لتحقيق أمن الطاقة بالنسبة لأوروبا والعالم”.
الغيص نبه إلى أن مطالبات البعض بوقف الاستثمارات في القطاع “تعرض الكثير من الدول للخطر، لأن حجر الأساس في الاقتصاد اليوم هو أمن الطاقة، وهو ما نقوم به في أوبك”.
طاقة فائضة منخفة
أمين عام “أوبك” نبه إلى أن العالم يعمل على طاقة فائضة منخفضة، و”كررنا ذلك مراراً، وهذا يتطلب جهوداً من قبل الجميع لرؤية أهمية الاستثمار في هذا القطاع”.
من جهته، وصّف وزير الطاقة الإماراتي حال الطاقة الفائضة في السوق بـ”الصورة المخيفة”، خصوصاً في ظل زيادة الطلب سنوياً بمقدار مليوني برميل. وأضاف: “هذا هو الوضع الذي نحن فيه. 80% من الموارد موجودة في دول أوبك+ التي تنتج 40% فقط، و60% من الإنتاج مع أولئك الذين يملكون 20% من الاحتياطيات. بالتأكيد هناك تراجع حاد في إنتاج تلك الدول، وقد شهدنا ذلك”.
المزروعي نبّه إلى أنه “إذا لم تصل استثمارات بمستوى 500 مليار دولار كل عام إلى القطاع، فلن يكون هناك حل يمكننا التفكير فيه لعدم مواجهة حقيقة مفادها أن الموارد لن تكون كافية”.
شهية استثمار منخفضة
وزير الطاقة الإماراتي نبّه إلى أن شهية الاستثمار منخفضة، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم قيام المستثمرين بالاستثمار.
وقال:” لذا أعتقد أننا بحاجة إلى إبقاء السياسة جانباً، وأن نعمل دائماً في أوبك وأوبك+ كمجموعة فنية، وليس كمجموعة سياسية (…)”، منبهاً إلى أن المجموعة تهتم بالسوق ولديها مسؤولية تجاه المستهلكين، و”هذا ما اعتقد أنه الأمر الصحيح، سنستمر في القيام بذلك”.
نمو الطلب
في ما يتعلق بالطلب على النفط، أشار الغيص إلى أن المنظمة متفائلة بشأن نمو الطلب في العام المقبل، وسيكون معظم هذا الطلب من خارج “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، وسيتركز من دول في آسيا والشرق الأوسط، ولهذا فإن مواصلة الاستثمار في القطاع مهم، بالتزامن مع تنفيذ عمليات إزالة الكربون من القطاع.
وزادت أسعار النفط منذ منتصف يونيو الماضي، بعدما قلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إمدادات الخام، وحظرت روسيا صادرات الديزل، وأكدت بيانات أميركية رسمية تراجع مخزونات الخام في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما.
وأدى هذا الارتفاع -الذي كان مدعوماً أيضاً بالطلب القوي- إلى تعزيز توقعات وصول سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل مجدداً، وهو ما من شأنه أن يضعف الطلب من الدول الناشئة.
من المقرر عقد منظمة الدول المصدرة للبترول وشركائها جلسة لاستعراض بيانات السوق الأسبوع المقبل، ثم اجتماعاً لوزراء جميع الدول الأعضاء في أواخر نوفمبر لتحديد سياسة الإنتاج الخاصة بعام 2024.