خفض البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي لمنطقة جنوب آسيا للعام المقبل، رغم أنه ما يزال يتوقع أن تكون منطقة الأسواق الناشئة هي الأسرع نمواً.
قال تقرير لمؤسسة الإقراض الدولية في واشنطن اليوم، إن نمو اقتصاد المنطقة سيبلغ على الأرجح 5.6% العامين المقبلين، متراجعاً عن تقديرات العام الجاري البالغة 5.8% تقريباً. نمت المنطقة 8.2% خلال 2022.
عزا البنك الدولي في تقرير “تطورات التنمية في جنوب آسيا” تقليص توقعات النمو للعام المقبل بالأساس إلى تدهور الطلب بعد وباء كورونا، علاوة على ارتفاع أسعار الفائدة وهبوط الإنفاق الحكومي وضعف الصادرات.
نمو كبير
ينتظر تحقيق نمو أعلى للمنطقة الناشئة من أي منطقة أخرى وسط البلدان النامية حول العالم، لكنه أبطأ من وتيرته قبل وباء كورونا وليس بالسرعة الكافية لإحراز أهدافها الإنمائية، بحسب البنك.
قال مارتن رايزر، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة جنوب آسيا، في بيان: “بينما تتقدم منطقة جنوب آسيا على نحو مطرد، فإن غالبية دول المنطقة لا تنمو بسرعة كافية لبلوغ مستويات الدخل المرتفع بغضون جيل”. أضاف أن دول المنطقة تحتاج إلى إدارة المخاطر المالية بطريقة عاجلة، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، مع استغلال الفرص الناجمة عن عمليات تحول الطاقة العالمية.
نوه التقرير إلى أن الهند -أكبر اقتصادات المنطقة- ستحافظ على مسارها الاقتصادية وسيبلغ نموها غالبا 6.4% خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2025، متجاوزة 6.3% المتوقعة للسنة المالية 2023-2024. أضاف أنه رغم نمو الهند القوي، فإن توسع الاقتصاد الأقل من المنتظر لدى بنغلاديش وباكستان سيقلص التوقعات لبقية دول المنطقة.
إصلاحات الدعم تحد من ضغوط الديون
قالت فرانزيسكا أوهنسورغ، كبيرة خبراء اقتصاد منطقة جنوب آسيا في المؤسسة التعددية بمؤتمر صحفي في نيودلهي: “ستساعد إصلاحات الدعم على الحد من ضغوط الديون الواقعة على سريلانكا وباكستان”. أضافت أن تشيجع استثمارات القطاع الخاص والتخلص من القيود التجارية يمكن أن يكبح مخاطر التخلف عن سداد الديون لاقتصاد البلدين، موضحة أن الإصلاحات من هذه االنوعية بالغة الصعوبة، لكنها تبقى أولوية للسياسيات الاقتصادية.
توقع التقرير نمواً لسريلانكا 1.7% العام المقبل، و2.4% 2025، بدلاً من الانكماش 3.8% العام الجاري.
تشير توقعات خبراء الاقتصاد إلى أن البلد الجزيرة سيخفض أسعار الفائدة عند مراجعة سياستها الاقتصادية الخميس المقبل للمساعدة في انعاش النمو بعد انحسار ضغوط التضخم بصورة هائلة.
قال ريتشارد ووكر، كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي في كولومبو، إن توقعات سريلانكا “غامضة نظراً لحالة عدم اليقين الشديدة، ووجود مخاطر هبوطية، وستتوقف آفاق النمو على حدوث تقدم في عملية إعادة هيكلة الديون علاوة على مواصلة تطبيق الإصلاحات الهيكلية الداعمة للنمو”.