توقعت وكالة بلومبيرغ ان يشكل ارتفاع اسعار الارز في الفلبين علامة تحذيرية للمستوردين الرئيسيين الاخرين لهذه المادة الغذائية الاساسية، مع استمرار تداعيات القيود التي فرضتها الهند على صادراتها من الارز في الانتشار بجميع انحاء اسيا وغرب افريقيا، لافتة الى انه رغم انخفاض اسعار مؤشر الارز الاسيوي قليلا الاسبوع الماضي، فإن الاسعار لا تزال قرب اعلى مستوى لها منذ 2008.
وقالت الوكالة ان اسعار الارز ارتفعت في الفلبين باسرع وتيرة منذ ما يقرب من 5 سنوات في اغسطس، ما اعاد ذكريات صدمة عام 2018 التي ادت الى انهاء الحد الاقصى للواردات لعقدين من الزمن.
صفقات غذائية
وكان البنك المركزي الفلبيني قد حذر هذا الاسبوع من انه على استعداد لاستئناف التشديد النقدي اذا لزم الامر، في حين تسود الدبلوماسية والصفقات الغذائية في اماكن اخرى من العالم لتأمين الامدادات من الارز.
ونقلت الوكالة عن شيرلي مصطفى الخبيرة الاقتصادية في منظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة: نشهد قدرا كبيرا من عدم اليقين لقطاع الارز، وضغوط اسعاره تتفاقم بسبب القيود على تصديره.
قيود الأرز
وذكرت الوكالة ان القيود على الارز التي فرضتها الهند أدت الى قلب السوق رأسا على عقب، ودفعت الدول القلقة الى تأمين الامدادات لاحتواء ارتفاع تكاليف استيراده واسعاره، علما بأن الارز يشكل جزءا حيويا من النظام العالمي لمليارات الاشخاص في جميع انحاء اسيا وافريقيا، لافتة الى ان الفلبين كان قد وضعت حدا اقصى لاسعار الارز ما ادى الى استقالة وكيلة وزارة المالية.
واشارت الى ان تأمين الارز يتصدر جدول اعمال العديد من الدول المستوردة للارز، وكان الرئيس الفلبيني التقى رئيس وزراء فيتنام على هامش قمة اسيان في جاكرتا، لاجراء مباحثات للتوصل لاتفاق غذائي مدته 5 سنوات، كما تقوم السنغال بمبادرات دبلوماسية تجاه الهند لضمان الامدادات من الرز، وتتخذ الدولة الافريقية خطوات مماثلة مع دول اخرى بما فيها غينيا وسنغافورة.
وقف ارتفاع الأسعار
قالت «بلومبيرغ» ان دولا اخرى تتخذ خطوات لوقف ارتفاع تكاليف واسعار الارز، فقد فرضت ماليزيا حدا اقصى لشراء الارز وبدأت بالزيارات الميدانية لتجار الجملة والمطاحن التجارية، بعد مزاعم عن بيع الحبوب باسعار الحبوب المستوردة، كما فرضت ميانمار نظاما الزاميا لتسجيل كميات الارز المخزنة للتحكم في الاسعار المحلية ومنع المضاربة في بيعه.