رفعت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية على شركات نفط كبرى منها “إكسون موبيل” و”شل”، معتبرة أنها خدعت الجمهور لعقود من الزمن بينما تسببت في كوارث مناخية محلية أو ساهمت فيها.
كما تستهدف الدعوى المدنية المرفوعة أمام المحكمة العليا في سان فرانسيسكو شركات “بي بي” و”كونوكو فيليبس” و”شيفرون” ومعهد البترول الأميركي، وفقاً لمتحدث باسم مكتب المدعي العام للولاية.
مطالبات بتخفيف أثر تغير المناخ
طالبت الدعوى بإنشاء صندوق لتمويل جهود التخفيف من آثار تغير المناخ، واستصدار أمر قضائي لحماية الموارد الطبيعية في كاليفورنيا فضلا عن تعويضات للمتضررين وعقوبات للمخالفين.
تتضمن الدعوى بعضاً من أقوى الادعاءات ضد عمالقة النفط بينما تواجه الولاية عواصف وظروفاً مناخيةً مدمرةً بشكل متزايد، بدءاً من حرائق الغابات المستعرة إلى الأنهار الجوية. ذهبت الدعوى إلى أن كاليفورنيا أنفقت وستواصل إنفاق مليارات الدولارات للتعافي من الكوارث المناخية.
قال المدعي العام روب بونتا: “من الحرارة الشديدة إلى الجفاف ونقص المياه، لا يمكن إنكار أزمة المناخ التي تسببت فيها شركات النفط. حان الوقت ليدفعوا ثمن تخفيف الضرر الذي سببته”.
دفع العبء المالي الثقيل المتزايد الناجم عن الكوارث المناخية شركات التأمين الأمريكية الكبرى إلى الحد من تغطيتها في كاليفورنيا. فلم تعد “ستيت فارم جنرال إنشورانس” (State Farm General Insurance) تقبل الطلبات الجديدة لتغطية الممتلكات والحوادث في الولاية.
تأتي الدعوى القضائية قبل أسبوع المناخ في مدينة نيويورك، الذي يتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويتوقع أن يناقش حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم الإجراء القانوني في حفل الافتتاح اليوم الأحد.
التقاضي ليس الحل
قالت “شل” إن التقاضي ليس الوسيلة المناسبة لمعالجة قضية تغير المناخ، مضيفة في بيان: “لا نعتقد بأن قاعة المحكمة هي المكان المناسب لمعالجة قضية تغير المناخ، ولكن خروج الحكومة بسياسات ذكية وتحرك جميع القطاعات هي الطريقة المناسبة للتوصل إلى حلول وتعزيز التقدم”.
من جانبه، دافع معهد البترول الأمريكي عن الصناعة، مستشهدا بالمبادرات البيئية والخضراء. قال ريان مايرز، نائب الرئيس الأول والمستشار العام للمعهد في بيان: “يظهر سجل العقدين الماضيين أن الصناعة قد حققت هدفها المتمثل في توفير طاقة أميركية موثوقة وبأسعار معقولة للمستهلكين الأميركيين مع تقليل الانبعاثات وتأثيرنا على البيئة إلى حد بعيد”.
أشادت منظمة “فوود اند ووتر ووتش” (Food and Water Watch)، وهي مجموعة مدافعة عن البيئة مقرها العاصمة واشنطن، بزعماء ولاية كاليفورنيا لاتخاذهم هذه الخطوة، لكنها قالت إن الأمر سيستغرق سنوات إلى أن يشعر السكان بتأثير المدفوعات المطلوبة في الدعوى القضائية. وبدلاً من ذلك، دعوا الحاكم نيوسوم إلى وقف تصاريح الوقود الأحفوري الجديدة، ورفض برامج احتجاز الهيدروجين والكربون والابتعاد سريعاً عن الوقود الأحفوري.
لم ترد “إكسون موبيل” و”كونوكو فيليبس” و”شيفرون” بعد على طلبات التعليق، فيما امتنعت “بي.بي”.
