تراجعت أسعار النفط بعدما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه من الممكن رفع أسعار الفائدة مجدداً مرة أخرى على الأقل قبل نهاية العام بهدف كبح التضخم المستمر، وهو ما خيم بدوره على علامات تراجع الإمدادات في السوق الفعلية.
انزلق خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى من 89 دولاراً للبرميل، منخفضاً لليوم الثالث على التوالي، ومسجلاً أطول فترة خسائر له منذ شهر تقريباً. ورغم إبقاء البنك المركزي الأميركي على سعر الفائدة كما هو دون تغيير في اجتماع أمس الأربعاء، إلا أنه أشار أيضاً إلى أن تكاليف الاقتراض قد تظل أعلى لفترة أطول، مع احتمال إقرار زيادة أخرى على أسعار الفائدة الأميركية هذا العام. وانخفض الخام إلى جانب الأصول الأخرى عالية المخاطر، بما فيها الأسهم، في حين ارتفع سعر الدولار الأميركي.
احتياطي النفط الأميركي يتضاءل
لكن على الجانب الآخر، أظهرت البيانات الرسمية أن مخزونات النفط بمركز التخزين الأميركي الرئيسي بمنطقة كوشينج في ولاية أوكلاهوما تراجعت بنحو 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، مما خفض المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو 2022.
تتجاوز المخزونات الآن بفارق ضئيل جداً حجم 20 مليوناً إلى 22 مليون برميل الذي يُنظر إليه على أنه الحد الأدنى لمستوى المخزونات المطلوبة في المركز.
صعد النفط الخام بقوة خلال الفصل الجاري بعد تمديد قيود الإنتاج حتى نهاية العام من قبل المملكة العربية السعودية وروسي. كما عززت التوقعات المتفائلة في الولايات المتحدة والصين (أكبر اقتصادين في العالم) توقعات الأسعار، وظهرت مجموعة متزايدة من المؤسسات التي تقدر احتمال عودة سعر النفط إلى 100 دولار، بما في ذلك شركة “شيفرون” وبنك “غولدمان ساكس”.
الفائدة الأميركية تضغط على أسعار النفط
قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك “آي إن جي غروب”، إن رسائل بنك الاحتياطي الفيدرالي “وضعت بعض الضغوط على الأصول عالية المخاطر، بما فيها النفط”. وأضاف أنه رغم احتمالات اختراق خام برنت سعر 100 دولار للبرميل على المدى القريب، إلا أن ذلك السعر لن يستمر لفترة طويلة على الأرجح. ويحافظ البنك الاستثماري على توقعاته ببلوغ متوسط سعر برنت 92 دولاراً في الربع المقبل.
ساهم انخفاض سعر النفط في هبوط مؤشر القوة النسبية لخام غرب تكساس الوسيط لأجل 14 يوماً إلى ما دون مستوى 70 نقطة، وهو الحد الفاصل الذي يشير غالباً إلى تراجع وشيك في السعر.
رغم هذا ما تزال فوارق الأسعار المرتبطة بآجال النفط التي تراقبها الأسواق على نطاق واسع كبيرة، ما يشير إلى شح الإمدادات على المدى القريب. وبلغ الفارق في العقود الفورية لخام برنت (الهامش بين أقرب عقدين) نحو 1.19 دولار للبرميل في حالة باكورديشن صعودية، مقارنة بـ76 سنتاً قبل أسبوع.
