تقوم الصناديق السيادية الرئيسية في دول الخليج بتمهيد الطريق لزيادة رهانها على الشركات الأسبانية الكبرى الموجودة في إيبكس 35 (يمثل سوق الأسهم في 35 شركة بارزة في بورصة مدريد – أسبانيا).
وتشير تقارير موقع ذا أوبجكتف الأسباني إلى أن العديد من مفاوضات تجرى حالياً، وسيكون هناك المزيد من الصفقات في الأشهر المقبلة، بعدما أعلنت مجموعة stc السعودية الاستحواذ على حصة %9.9 من أسهم مجموعة تيليفونيكا Telefónica، إحدى أكبر شركات الاتصالات في العالم، والتي تعمل في كل من أسبانيا وألمانيا وبريطانيا، بالإضافة إلى البرازيل، وتتمتع بحصة سوقية رائدة في كل منها.
وأفاد التقرير بأن الصناديق ذات السيولة الكبيرة في المنطقة تريد الاستفادة من ضعف هذه الشركات في سوق الأوراق المالية. بالإضافة إلى شركة الاتصالات السعودية، فإن الصناديق السيادية الخليجية الرئيسية، التي لها وجود في أسبانيا: الهيئة العامة للاستثمار وجهاز أبوظبي للاستثمار ومبادلة الإماراتية، وجهاز قطر للاستثمار، فإنها جميعاً ستعمل على تحليل الخيارات المتاحة في أسبانيا لتوسيع اهتماماتها.
التواجد في أسبانيا
وأشار التقرير إلى أن أسبانيا شهدت مستويات قياسية لنشاط صناديق الثروة السيادية خلال عام 2022، والنصف الأول من عام 2023، إذ نفذت هذه الصناديق 11 صفقة في أسبانيا عام 2022، وهو ما يعادل الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2014، بقيمة إجمالية قدرها 2.9 مليار يورو.
بالإضافة إلى ذلك، كان الربع الأول من عام 2023 نشطاً بشكل ملحوظ، حيث سلط الضوء على التعاون بين بنك نورجيس (النرويج) وشركة المرافق الأسبانية «إيبردرولا» في مجال الطاقة المتجددة واستثمار مبادلة (الإمارات) في الوقود الحيوي.
وكانت العقارات والتكنولوجيا هي المجالات، التي اجتذبت أهم الاستثمارات، حيث تخطط شركة جي آي سي (سنغافورة) لاستثمار 1.5 مليار يورو في استئجار المساكن في أسبانيا، بينما تواصل «مبادلة» استثمارها في مساكن كبار السن في البلاد.
استثمارات عديدة
حالياً، لدى جهاز أبوظبي للاستثمار 17 فندقاً تتم إدارتها بالتعاون مع فنادق ميليا الدولية، والهيئة العامة للاستثمار لديها تحالف مع شركة مجموعة ناتورجي للطاقة التابعة في أستراليا، GPG، واستحوذت على شركة E.ON Spain السابقة، والتي تم بيعها لاحقاً لشركة EDP.
ويطمح صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى الاستحواذ على %9.9 من شركة تليفونيكا، وجهاز قطر للاستثمار، الصندوق الأكثر نشاطاً، يمتلك %8.6 من شركة Iberdrola، و%19 من Colonial، و%25 من IAG، الشركة الأم لشركة Iberia. وتمتلك “مبادلة” %60 من شركة سيبسا و%3 من شركة إيناجاس.
دعم الشركات
أشار التقرير إلى أن الشعور السائد بين المستثمرين هو أن السلطة التنفيذية الأسبانية سترسل رسالة واضحة إلى المستثمر الأجنبي، مفادها أن أسبانيا تدعم الشركات التي تسعى إلى تحقيق الربح المالي من خلال المشاريع الصناعية والطويلة الأجل.
وبيّن أن السوق يثق في أن وزارة الشؤون الاقتصادية التابعة لنائبة الرئيس نادية كالفينيو، أي الجناح الاشتراكي للحكومة، ستحمي مصالح أسبانيا، ولكنها تحترم وتشجع دائماً وصول المستثمرين الأجانب، حتى في الشركات المصنفة على أنها إستراتيجية من قبل الحكومة.
قبل أيام قليلة، قدّم معرض ICEX Spain للتصدير والاستثمار، التابع لوزارة الصناعة والتجارة، تقرير الصناديق السيادية 2023.
وفي هذا الحدث، غمزت وزيرة الدولة للتجارة، زيانا مينديز، للقطاع في إشارة إلى أن الاقتصاد الأسباني «لا يمكن تصور ذلك من دون وجود كبير لرأس المال الدولي، وهذا ينعكس في الجاذبية التي تظهرها أسبانيا للاستثمار».